ابدأ والغاية في ذهنك
العادة الثانية للصيادلة الأكثر فعالية
العادة الثانية ترتكز على فكرة أن أي عمل أو مهمة يجب أن يبدأ مع وجود رؤية واضحة لما نريد تحقيقه في النهاية.
من خلال تحديد الهدف النهائي في بداية أي مشروع، يكون لدينا دليل يساعدنا في اتخاذ القرارات الصحيحة والتخطيط بفعالية للوصول إلى هذا الهدف.

ابدأ والغاية في ذهنك - العادة الثانية للصيادلة الأكثر فعالية 
في الحياة اليومية، كثير من الأشخاص يتعاملون مع الأمور بشكل عشوائي ودون تفكير عميق في العواقب المستقبلية.
أما العادة الثانية فتعلمنا عكس ذلك؛ إنها تدعونا إلى أن نتخيل النتيجة النهائية لما نريد القيام به، ثم نعمل على ترتيب خطواتنا بعناية للوصول إلى تلك النتيجة.
تطبيق العادة الثانية في مهنة الصيدلة
1. تحديد الأهداف المهنية الشخصية
الصيدلة ليست مجرد بيع أدوية، بل هي مهنة تعتمد على تقديم رعاية صحية متكاملة. لذا يجب أن يكون لدى الصيدلي هدف واضح يتعلق بتحقيق تحسينات حقيقية في حياة المرضى. مثلًا:
تحقيق التميز في الرعاية الصحية:
يحدد الصيدلي هدفًا في أن يصبح خبيرًا في الرعاية الصحية، يشارك في برامج توعية لمرضى السكري أو ضغط الدم، ويصبح مرجعًا للمرضى في كيفية إدارة الأدوية بطريقة صحيحة. من خلال هذه الرؤية، يمكن للصيدلي أن يحدد خطواته التالية، مثل حضور ورش عمل، أو الاشتراك في دورات تدريبية متقدمة حول إدارة الأدوية.
تحقيق جودة الخدمات:
ربما يسعى صيدلي لتقديم خدمات استشارية متميزة في مجال الأدوية. يبدأ بتحديد هدفه في تقديم استشارات مهنية للمرضى حول الأدوية التي يتناولونها، بما في ذلك الأدوية التي تُستخدم لعلاج الأمراض المزمنة مثل السرطان أو أمراض القلب. في هذه الحالة، يساعده وجود الهدف في ذهنه على تحديد كيفية التعامل مع المرضى بشكل فعال وتحقيق هذه الرؤية.
|  | 
| تحديد الأهداف المهنية الشخصية | 
2. التخطيط الواضح والمستمر
التخطيط هو حجر الزاوية لتحقيق أي هدف. بعد أن يحدد الصيدلي هدفه، يجب أن يضع خطة استراتيجية تشمل:اختيار الخطوات اللازمة:
التقييم المستمر:
وجود "الغاية في ذهنك" يعني أن كل قرار يتخذه الصيدلي يجب أن يتماشى مع الهدف الذي حدده.
على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو تحسين جودة خدمات الصيدلية، فعليه اتخاذ قرارات مثل اختيار الأدوية عالية الجودة، تدريب الطاقم الطبي بشكل مستمر، وتحسين آليات التواصل مع المرضى.
4. الاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق الرؤية
تساعد التكنولوجيا الحديثة الصيادلة على تطبيق هذه العادة بشكل أكثر فعالية، من خلال:
- أنظمة إدارة الصيدليات التي تساعد في تقليل الأخطاء وتحسين إدارة المخزون.
- التعلم المستمر عبر الإنترنت من خلال الدورات التدريبية المتخصصة في الصيدلة السريرية وإدارة الجودة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المرضى وتقديم توصيات دوائية دقيقة.
|  | 
| الاستفادة من التكنولوجيا في تحقيق الرؤية | 
أمثلة
المثال الأول: صيدلي يريد تحسين صحة المجتمع
في إحدى المدن، كان هناك صيدلي شاب يدعى "أحمد"، كان يعمل في صيدلية صغيرة لكنه كان يطمح لتحقيق تأثير أكبر في المجتمع. قرر أحمد أن يضع هدفًا في ذهنه وهو "أن يكون له دور رائد في تحسين صحة مرضى السكري في المجتمع".
بدأ أحمد بتحديد هدفه بشكل دقيق: تقديم استشارات منتظمة لمرضى السكري حول كيفية إدارة المرض من خلال الأدوية، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة.
لكي يصل إلى هذا الهدف، بدأ أحمد في أخذ خطوات محددة:
التدريب الذاتي: قرأ الكتب والمقالات العلمية المتعلقة بداء السكري، وحضر ورش عمل متخصصة في رعاية مرضى السكري.
التواصل مع الأطباء: بدأ أحمد في التعاون مع الأطباء المحليين ليعملوا سويا في تقديم استشارات للمرضى.
توسيع نطاق العمل: بعد تحقيق النجاح في صيدليته الخاصة، قرر أحمد أن يوسع نطاق خدماته ليشمل تقديم الندوات المجانية للمجتمع المحلي حول إدارة مرض السكري. 
النتيجة: حقق أحمد نجاحًا كبيرًا في مساعدة العديد من المرضى على التحكم في مرضهم، بل وأصبح من الأسماء الموثوقة في المنطقة في هذا المجال.
|  | 
| صيدلي يريد تحسين صحة المجتمع | 
المثال الثاني: صيدلي يواجه تحديات في تحسين الجودة
"محمود" كان يعمل صيدليًا في صيدلية كبيرة وواجه تحديًا كبيرًا في تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرضى. كان يلاحظ أن هناك بعض الأخطاء في صرف الأدوية، وكذلك كانت هناك شكاوى من المرضى حول تأخر الخدمة.
بدأ محمود بتحديد هدفه: "تحقيق مستوى عالٍ من الدقة في صرف الأدوية وتقليل وقت الانتظار للمرضى". كانت هذه هي غايته التي وضعتها في ذهنه بوضوح، فبدأ بوضع خطة استراتيجية لتحقيقها:
- التدريب المستمر للفريق: بدأ بتدريب جميع العاملين في الصيدلية على أهمية الدقة في صرف الأدوية، وكيفية استخدام برامج الحاسوب لمراجعة وصفات الأطباء بشكل أسرع وأكثر دقة.
- تحسين العمليات: قام بتطوير آلية لتقليل وقت الانتظار، مثل تنظيم مواعيد المرضى لتفادي ازدحام الصيدلية.
- التواصل مع المرضى: بدأ محمود في تقديم نصائح ومشورة للمرضى بشكل مباشر بعد صرف الأدوية، وشرح كيفية استخدامها بشكل صحيح.
النتيجة: بعد عدة أشهر، شهدت الصيدلية تحسنًا كبيرًا في مستوى الخدمة، وزيادة في رضا المرضى. وأصبح محمود أحد الصيادلة الأكثر شهرة في تحسين الجودة في مجتمعه المهني.

صيدلي يواجه تحديات في تحسين الجودة 
إحصائيات تدعم أهمية العادة الثانية
وفقًا لدراسة أجرتها Harvard Business Review، فإن الموظفين الذين يحددون أهدافًا واضحة ويعملون وفقًا لها يحققون نتائج أفضل بنسبة 25% مقارنة بأولئك الذين يعملون بدون تحديد أهداف.
دراسات أخرى أظهرت أن المؤسسات التي تعتمد على التخطيط الاستراتيجي وتحقيق الأهداف المرجوة تحقق تحسنًا ملحوظًا في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30%.
|  | 
| إحصائيات تدعم أهمية العادة الثانية | 
تأثير التخطيط على الأداء المهني للصيادلة
نسبة الصيادلة الذين يستخدمون التخطيط المهني
وفقًا لدراسة حديثة:
- 40% من الصيادلة ليس لديهم خطة مهنية واضحة.
- 35% يخططون لمسيرتهم المهنية على المدى القصير فقط. 25% لديهم خطة مهنية طويلة المدى ورؤية واضحة لمستقبلهم.
التحديات التي قد يواجهها الصيادلة
إدارة الوقت:
من التحديات التي قد يواجهها الصيادلة هو الضغط الزمني بين تقديم الرعاية للمرضى وتنظيم الأمور الإدارية داخل الصيدلية. لذلك يجب على الصيدلي أن يوازن بين الوقت المخصص للمرضى وأوقات التدريب والتطوير المهني.
التعامل مع التغيير:
يواجه الصيادلة العديد من التغييرات في مجالات مثل التشريعات الطبية، والتطورات التكنولوجية، والأدوية الجديدة. ومن خلال العادة الثانية، يمكن للصيدلي أن يتعامل مع هذه التغييرات بشكل أكثر فاعلية من خلال التخطيط المسبق والمرونة في التكيف مع الأوضاع الجديدة.

التحديات التي قد يواجهها الصيادلة 
الخلاصة ونصائح عملية
لتطبيق العادة الثانية بنجاح، إليك بعض النصائح العملية:
- اكتب رؤيتك المهنية في ورقة وراجعها بشكل دوري.
- حدد أهدافك المهنية باستخدام طريقة SMART محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، مرتبطة بزمن.
- استخدم التكنولوجيا والتعلم المستمر لدعم خطتك المهنية.
- تواصل مع الصيادلة الناجحين واستفد من خبراتهم.
خاتمة
العادة الثانية من العادات السبع للناس الأكثر فعالية هي أساس النجاح في أي مجال، خاصة في مهنة الصيدلة التي تتطلب مهارات عالية في اتخاذ القرارات وقيادة التغيير.
من خلال تحديد الأهداف بوضوح، التخطيط الاستراتيجي، والعمل المستمر نحو تحقيق هذه الأهداف، يمكن للصيادلة أن يقدموا خدمات متميزة تساهم في تحسين صحة المجتمع وتعزز من مكانتهم المهنية.
ابدأ والغاية في ذهنك، لتكون صيدليًا أكثر فعالية ونجاحًا!
- Stephen R. Covey, "The 7 Habits of Highly Effective People".
- Journal of Pharmacy Practice, 2023: "The Impact of Career Planning on Pharmacists’ Performance".
- World Health Organization (WHO) Reports on Medication Safety.
 




