كن مبادرا - العادة الأولى - ستيفن آر. كوفى

كن مبادرا - العادة الأولى - ستيفن آر. كوفى. يستطيع الانسان أن يقوم بالانفصال عن ذاته والنظر الى نفسه كأنه شخص اخر.

كن مبادرا - العادة الأولى
 كن مبادرا - العادة الأولى - ستيفن آر. كوفى

مبادئ الرؤية الشخصية

يقول ستيفن كوفى عند تعرضه للعادة الأولى كن مبادرا - في كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" - ان قدرة الانسان على القيام بالانفصال عن ذاته والنظر الى نفسه كأنه شخص اخر، وكذلك يمكنه أن يفكر في حالته المزاجية وتحديدها وأن يصف حالته الذهنية، وهي قدرة بشرية فريدة لا تمتلكها الحيوانات وهي ما نطلق عليه "الوعي الذاتى" أو القدرة على التفكير فى عملية التفكير ذاتها.

ولهذا السبب:

  • جعل الله سبحانه وتعالى الانسان صاحب اليد العليا فى هذا العالم.
  • يحقق الانسان تطورات قيمة عبر الأجيال المختلفة.
  • يمكن للإنسان الارتقاء والتعلم من تجاربه الشخصية وتجارب الآخرين.
  • يمكن للإنسان بناء وتغيير عاداته.
نحن لسنا المشاعر التى تعترينا،
ولسنا الحالات المزاجية التى تنتابنا،
ولسنا الأفكار التى تعتمل داخل عقولنا، الحقيقة الثابتة أننا نستطيع التفكير فى تلك الأشياء وهو ما يميزنا عن عالم الحيوانات.

الوعي الذاتي:

هي القدرة التي تمكننا من الانفصال عن أنفسنا وتفحص الطريقة التى نرى بها أنفسنا (تصورنا الذاتى لأنفسنا) والذي يعد التصور الذهنى الأساسى للفعالية.

  • لا يؤثر على توجهاتنا وسلوكنا فحسب، بل يؤثر على الطريقة التى نرى بها الناس. لذا فهو خريطتنا لمعرفة أسس طبيعة البشر.
  • الى أن نهتم بالطريقة التى نرى بها أنفسنا (وكيف نرى الآخرين) فإننا لن نتمكن من فهم كيف يرى الناس أنفسهم وكيف يشعرون بالعالم المحيط بهم. وسنعمد دون أن نشعر الى اقحام نوايانا فى سلوكهم، ثم نصف أنفسنا بالموضوعيين.
وبالطبع هذا يحد من امكانياتنا الشخصية، ومن قدرتنا على اقامة علاقات جيدة مع الآخرين. ولكن لأن البشر يتمتعون بصفة الوعي الذاتى المتفردة، يمكنهم دراسة تصوراتهم الذهنية لتحديد ما إذا كانت واقعة أو قائمة على أساس المبادئ، أو أنها نابعة من التأثيرات الخارجية والظروف.

المرآة الاجتماعية

1) إذا كان المنظور الوحيد الذي نرى أنفسنا من خلاله:
هو انعكاس للمرآة الاجتماعية – أى من خلال التصور الذهنى للمجتمع –
ومن خلال الآراء والمفاهيم والتصورات الذهنية للمحيطين بنا، هذا يعنى أننا نرى انعكاسا لأنفسنا فى حجرة المرايا المجنونة فى الملاهى

أنت دائما متأخر

إنك لا تلتهم الطعام بنهم!

لماذا لا تستطيع الابقاء على الأشياء منظمة؟

لا أستطيع تصديق أنك فزت!

لا بد أنك فنان!

الأمر بسيط للغاية. ألا تستطيع أن تفهم؟

2) كل هذه الرؤى غير مترابطة وغير متناسبة،
وغالبا ما تكون من نسج الخيال وليست انعكاسا لشيء،
فهى تبرز مخاوف ونقاط ضعف الناس الذين يقولونها أكثر من أن يقدم انعكاسا دقيقا لما نحن عليه بالفعل.

3) ويخبرنا انعكاس التصور الذهنى للمجتمع أننا الى حد كبير مسيرون بالتأثيرات الخارجية والظروف.
وفى حين أننا مدركون للتأثير الهائل للمؤثرات الخارجية فى حياتنا،
الا أن الاعتراف الصريح بخضوعنا لها، وأننا لا نملك أدنى سيطرة على مثل هذا التأثير يخلق خريطة مختلفة تماما.

الخرائط الاجتماعية:

توجد ثلاث خرائط اجتماعية دقيقة لتفسير طبيعة الانسان – أى ثلاث نظريات لكون الانسان مسيرا،
وهذه النظريات متعارف عليها عالميا سواء بشكل مستقل أو متآلف – لشرح طبيعة الانسان:
1) الحتمية الوراثية
2) الحتمية النفسية
3) الحتمية البيئية

الحتمية الوراثية

تقول إننا نحصد صنيعة أجدادنا - ولهذا السبب قد نعانى من حدة المزاج الذي انتقل الينا من أجدادنا عبر الحامض النووى وهو يواصل انتقاله من جيل الى جيل عبر سلسلة وراثية. بمعنى أنك سوداني مثلا فهذه طبيعة الشعب السودانى .

الحتمية النفسية

تقول إننا نحصد صنيعة آبائنا. بمعنى أن توجهاتنا الشخصية وتركيبة شخصياتنا هما فى الأساس نتاج أسلوب تربيتنا والتجارب التى مررنا بها أثناء طفولتنا.

أى أن شعورنا بالخوف من مواجهة الناس هو نتاج الأسلوب الذي ربانا عليه والدانا

وإذا كان ينتابنا شعور كبير بالذنب إذا ارتكبنا أى خطأ فلأننا "تتذكر" المشاعر الدفينة المحفورة بداخلنا عندما كنا ضعافا ونميل الى الاعتماد على الآخرين. نحن "نتذكر" العقاب العاطفى والرفض ومقارنتنا بأقراننا إذا أخفقنا فى أداء ما هو متوقع منا.  

الحتمية البيئية

تقول ان رئيسنا هو الذي يجنى علينا - أو الزوجة أو الزوج أو الابن سيء الطباع أو وضعنا الاقتصادى أو السياسات التى تنتهجها بلادنا - بمعنى آخر هناك شئ ما فى بيئتنا هو المسؤول عن الموقف الذي نحن فيه.


  • وتقوم كل واحدة من تلك الخرائط على أساس نظرية المثير/ الاستجابة والتى غالبا ما ترتبط فى أذهاننا بتجارب بافلوف على الكلاب. والفكرة الأساسية هى أن هناك استجابة بعينها تحدث نتيجة لوجود مثير محدد.
  • وهناك العديد من التساؤلات حول هذه الخرائط:
  1. كيف تصف هذه الخرائط الحتمية بدقة وبشكل وظيفى الأرض؟
  2. الى أى درجة من الوضوح تعكس هذه الخرائط الطبيعة الحقيقية لإنسان؟
  3. هل تصبح تنبؤات مشبعة ذاتية؟
هل هى قائمة على مبادئ نستطيع ايجاد اثبات لها بداخلنا؟

بين المثير والاستجابة:

استطاع العالم "فيكتور فرانكل" من اكتشاف مبدءا أساسيا عن طبيعة الانسان، وهو أنه بين الحافز والاستجابة يتمتع الانسان بحرية الاختيار.

1. تكمن داخل حرية الاختيار تلك المواهب التى تجعل منا بشرا متفردين عن غيرهم من المخلوقات.

2. بالإضافة الى الادراك الذاتى، نحن:

  • نمتلك الخيال وهو المقدرة على تصور أشياء لا يمكن حدوثها فى واقعنا الحالي،
  • ونمتلك الضمير وهو وعى داخلى عميق بالصواب والخطأ وبالمبادئ المسيطرة على سلوكنا، واحساس بدرجة انسجام أفكارنا وأفعالنا معها،
  • ونمتلك الارادة الحرة وهي المقدرة على التصرف وهي التى تكون مسئولة عن ادراكنا الذاتى بعيدا عن كل التأثيرات الأخرى.
3. وحتى أكثر الحيوانات ذكاء لا تمتلك أيا من هذه المواهب:
  • فهى تخضع للبرمجة باستخدام الغريزة أو التدريب كى تستطيع ااكتساب مهارة معينة،
  • بالإمكان تدريبها لكي تكون مسئولة ولكن ليس باستطاعتها أن تكون مسئولة عن هذا التدريب. بمعنى آخر، ليس بمقدورها توجيهه،
  • لا تستطيع تغيير البرمجة، بل انها حتى غير مدركة لها.
4. ولكننا بسبب مواهبنا البشرية المتفردة، نستطيع كتابة برامج جديدة لأنفسنا بعيدة كل البعد عن غرائزنا وتدريبنا. ولعل هذا هو السبب فى المحدودية النسبية لمقدرة الحيوانات واللامحدودية لمقدرة الانسان.

5. ولكن إذا عشنا مثل الحيوانات، وتركنا غرائزنا والظروف تتحكم بنا وخضعنا لذاكرتنا الجماعية، ستصبح مقدرتنا نحن أيضا محدودة.

6. نشأ التصور الذهنى الحتمى من دراسة الحيوانات – الفئران، الحمير، الحمام، الكلاب، والأشخاص المصابين بأعصاب والذهان.
  • وبالرغم من أن مثل هذا التصور قد يتناسب ومعايير بعينها لدى بعض الباحثين لأنه قد يبدو قابلا للقياس والتوقع،
  • الا أن تاريخ البشر وادراكنا الذاتى يخبراننا بأن هذه الخريطة لا تصف الأرض على الاطلاق.
ان مواهبنا البشرية المتفردة تسمو بنا فوق عالم الحيوان، والقدر الذي نصقل ونطور به هذه المواهب يعزز من قوتنا لكي نستغل امكاناتنا الفريدة. فبين المحفز والاستجابة تكمن أعظم قوة نملكها وهي حرية الاختيار.


Yassir Shibeika
Yassir Shibeika
تعليقات